وقيل: لما أدلى دلوه أي: أرسلها في الجب تعلق يوسف بالحبل، فلما خرج إذا هو بغلام أحسن ما يكون، فقال: يا بشراي: هذا غُلامٌ وقيل: ذهب به، فلما دنا من أصحابه صاح بذلك يبشرهم به.
(وَأَسَرُّوهُ) الضمير للوارد وأصحابه؛ أخفوه من الرفقة. وقيل: أخفوا أمره ووجدانهم له في الجب، وقالوا لهم: دفعه إلينا أهل الماء لنبيعه لهم بمصر. وعن ابن عباس أنّ الضمير لإخوة يوسف، وأنهم قالوا للرفقة هذا غلام لنا قد أبق فاشتروه منا، وسكت يوسف مخافة أن يقتلوه.
و(بِضاعَةً) نصب على الحال، أي: أخفوه متاعا للتجارة. والبضاعة: ما بضع من المال للتجارة، أي: قطع (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ) لم يخف عليه إسرارهم، وهو وعيد لهم حيث استبضعوا ما ليس لهم. أو: والله عليم بما يعمل إخوة يوسف بأبيهم وأخيهم من سوء الصنيع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (و (بِضَاعَةً) نصب على الحال، أي: أخفوه متاعاً للتجارة)، كذا عن أبي البقاء. قال صاحب "الفرائد": ويمكن أن يقال: ضمن "أسروه" معنى: جعلوه، أي: جعلوه بضاعة مسرين، فهو مفعول ثان.
قال ابن الحاجب: "يحتمل أن يكون مفعولاً من أجله، أي: كتموه لأجل تحصيل المال فيه، لأنه كان على حال تقتضي التجارة كتمانه خوفاً من أن تمتد الأطماع من غيرهم، فلا يجوز أن يكون تمييزاً، لأنه ليس من باب "عشرين"، ولا من باب: حسن زيد وجهاً، لما يؤدي إليه أن الإسرار كان لبضاعته لا له، وهو خلاف المعنى".
قوله: (والبضاعة: ما بضع من المال)، الراغب: "البضاعة: قطعة واحدة وافرة من المال


الصفحة التالية
Icon