(وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ) قيل: كانت سبعة. وقرئ (هَيْتَ) بفتح الهاء وكسرها مع فتح التاء، وبناؤه كبناء "أين" و"عيط". و"هيت" كـ"جير" و"هيت" كـ"حيث". وهثت بمعنى تهيأت. يقال: هاء يهيء، كجاء يجيء: إذا تهيأ. وهيئت لك. واللام من صلة الفعل،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ "عن"، وأما ها هنا فليس على حقيقته، لقوله: "فعلت ما يفعل المخادع بصاحبه"، لأنه وارد على التشبيه وتمثيل حاله بحاله، وأيضاً ما أتى في هذا التركيب بلفظ "المراودة"، وقد مر أن شرطه أن يذكر مع معنى المضمن فيه، وذكر في "الأساس" أيضاً: "راود روداناً: جاء وذهب، وما لي أراك ترود منذ اليوم"، وذكر في قسم المجاز: "وراوده عن نفسه: خادعه عنها"، ثم مجموع التمثيل كناية عن التمحل لمواقعته إياها.
قوله: (قرئ: (هَيْتَ) بفتح الهاء وكسرها)، نافع وابن ذكوان: بالكسر- من غير همز- وفتح التاء، وهشام كذلك إلا أنه يهمز، وقد روي ضم التاء عنه، وابن كثير: بفتح الهاء وضم التاء، والباقون: بفتحهما.
قوله: (كبناء "أين" و"عيط")، الأساس: "عيط: إذا مد الصوت بالصريخ، وهو العياط".
قوله: (و"هيت" كـ "جير"، و"هيت" كـ "حيث")، قال ابن جني: " (هئت لك) بالهمز وضم التاء: قراءة علي رضي الله عنه، و"هيت" بفتح الهاء وكسر التاء: ابن عباس رضي الله عنهما، وفيها لغات: هيت وهِيتَ وهَيْتُ وهَيْتِ؛ كلها أسماء سمي بها الفعل، ومعناها: أسرع وبادر، والحركات في أواخرها لالتقاء الساكنين.