والدليل على تنزيل «حاشا» منزلة المصدر: قراءة أبي السمال: "حاشَ لِلَّهِ" بالتنوين. وقراءة أبي عمرو "حاشَ لِلَّهِ" بحذف الألف الأخيرة،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ووجه قراءة من قرأ بالإضافة أن يكون مصدراً مضافاً، ومن قرأ "حاشاً" بالتنوين، وهو إما أن يكون مصدراً أيضاً أو اسم فعل، والتنوين كما في "صه"، ونم قرأ "حاشا لله" وقلب التنوين ألفاً أجرى الوصل مجرى الوقف، أو يكون اسم فعل موضوع هكذا بغير تنوين.
قوله: (وقراءة أبي عمرو: "حاش لله" بحذف الألف الأخيرة)، قال صاحب "التيسير": "قال أبو عمرو: "حاش لله" في الحرفين بألف في الوصل، فإذا وقف حذفها اتباعاً للخط، وروي ذلك عن اليزيدي، والباقون: بغير ألف في الحالين".
قال الزجاج: "حاشا لله" و"حاش لله" يقرآن بحذف الألف وإثباتها، ومعناه الاستثناء، المعنى- فيما فسره أهل التفسير-: "قلن: معاذ الله ما هذا بشراً"، وأما على مذهب المحققين من أهل اللغة، فهي مشتقة من قولك: كنت في حشا فلان، أي: في ناحيته، والمعنى: براءة من الله؛ من التنحي، والمعنى: قد نحى الله هذا من هذا، إذا قلت: حاشا لزيد، معناه: قد تنحى زيد من هذا وتباعد منه".
وقال أبو علي: "لا يخلو (حَاشَ لِلَّهِ) أن يكون الحرف الجار في الاستثناء، مثل قول الشاعر: