وقراءة الأعمش حاشَ لِلَّهِ بحذف الألف الأولى.
وقرئ "حاشَ لِلَّهِ" بسكون الشين، على أن الفتحة تبعت الألف في الإسقاط، وهي ضعيفة لما فيها من التقاء الساكنين على غير حدّه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتصرفه يدل على أنه فعل، ولأنه يقال: "حاشا لزيد"، فحرف الجر لا يجوز أن يدخل على حرف الجر، ولأن الحذف يدخلها، كقولهم: حاش لزيد، والحذف لا يكون في الحرف".
وقلت: إن المصنف اختار مذهب سيبويه، وأناب الحرف مناب المصدر، كما أنهم أمالوا "بلى" و"يا"، مع أن الحروف لا تمال، لأنها أشبهت الجملة في الاستقلال، فكأنها من قبيل الأفعال، وينصره قول المفسرين: معناه: معاذ الله، كما نقله الزجاج. وقال المالكي: والتزم سيبويه فعلية "عدا"، وحرفية "حاشا"، فإن وليها مجرور باللام لم تتعين فعليتها خلافاً للمبرد، بل اسميتها لجواز تنوينها.
وقلت: سبق في أول البقرة بيان مجازها.
قوله: (وقرئ: "حاش لله")، قال ابن جني: "وهي قراءة الحسن- بخلاف-، وفيه ضعف من وجهين: أحدهما: التقاء الساكنين الألف والشين، وليست الشين مدغمة. والآخر: إسكان الشين بعد حرف الألف، ولا موجب لذلك. وطريقه في الحذف: أنه لما حذف الألف تخفيفاً أتبع ذلك الفتحة؛ إذ كانت كالعرض اللاحق مع الألف، فصارت كالتكرير في الراء، والتفشي في الشين، والصفير في الصاد والسين، والإطباق في الصاد والضاد والطاء والظاء، ومتى حذفت حرفاً من هذه الحروف ذهب معه ما يصحبه من التكرير والصفير والإطباق".


الصفحة التالية
Icon