منقلب الألف إلى الياء مع الضمير؟
والمعنى: تنزيه الله تعالى من صفات العجز، والتعجب من قدرته على خلق جميل مثله. وأما قوله (حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ) [يوسف: ٥١] فالتعجب من قدرته على خلق عفيف مثله (ما هذا بَشَراً) نفين عنه البشرية لغرابة جماله ومباعدة حسنه، لما عليه محاسن الصور، وأثبتن له الملكية وبتتن بها الحكم، وذلك لأن الله عز وجل ركز في الطباع أن لا أحسن من الملك، كما ركز فيها أن لا أقبح من الشيطان، ولذلك يشبه كل متناهٍ في الحسن والقبح بهما، وما ركز ذلك فيها إلا لأنّ الحقيقة كذلك، كما ركز في الطباع أن لا أدخل في الشر من الشياطين، ولا أجمع للخير من الملائكة، إلا ما عليه الفئة الخاسئة المجبرة من تفضيل الإنسان على الملك، وما هو إلا من تعكيسهم للحقائق، وجحودهم للعلوم الضرورية، ومكابرتهم في كل باب،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يصف قطاة، واستعار الطمء لها، وهو للإبل خاصة، "تصل": أي: يصوت جوفها من شدة العطش، و"عن قيض": أي: ومن عن قيض، وهو القشر الأعلى من البيض.
قوله: (منقلب الألف)، أي: ألا ترى إلى "على"- في قول الشاعر- منقلب الألف إلى الياء مع الضمير، وقلب الألف ياء لا يكون إلا في الحرف.
قوله: (وبتتن بها الحكم)، يعني: نفين عنه البشرية بـ "ما"، ثم أثبتن له الملكية بـ "إلا"، وهما في الحصر أصل، وبهما يقطع الحكم.
قوله: (إلا ما عليه الفئة الخاسئة المجبرة من تفضيل الإنسان على الملك)، الانتصاف:


الصفحة التالية
Icon