(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ) والآلهة الذين يدعوهم الكفار (مِنْ) دون الله (لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) من طلباتهم (إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ) إلا استجابةً كاستجابة باسط كفيه، أي: كاستجابة الماء من بسط كفيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه، والماء جمادٌ لا يشعر ببسط كفيه ولا بعطشه وحاجته إليه، ولا يقدر أن يجيب دعاءه ويبلغ فاه، وكذلك ما يدعونه جمادٌ لا يحس بدعائهم ولا يستطيع إجابتهم ولا يقدر على نفعهم. وقيل: شبهوا في قلة جدوى دعائهم لآلهتهم بمن أراد أن يغرف الماء بيديه ليشربه،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (إلا استجابة كاستجابة)، الإجابة والاستجابة بمعنى، قال:
وداع دعا:

يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب
قوله: (كاستجابة الماء)، من إضافة المصدر إلى الفاعل، و"من" مفعوله.
قوله: (وقيل: شبهوا في قلة جدوى)، عطف على قوله: "أي: كاستجابة الماء من بسط كفيه".
والوجه الأول: من التشبيه التمثيلي؛ شبه حالة عدم استجابة الأصنام دعاءهم، وأنهم لم يفوزوا من دعائهم الأصنام بالإجابة والنفع بحالة عدم استجابة الماء لمن بسط كفيه إليه يطلب أن يبلغ فاه، والوجه عدم استطاعة إجابة الدعاء مع العجز عن إيصال النفع، وهو- كما يرى- منتزع من عدة أمور.
روى محيي السنة عن علي وعطاء: "كالعطشان الجالس على شفة البئر، يمد يده إلى


الصفحة التالية
Icon