(سَلامٌ عَلَيْكُمْ) في موضع الحال، لأنّ المعنى: قائلين: سلامٌ عليكم، أو مسلمين. فإن قلت: بم تعلق قوله (بِما صَبَرْتُمْ)؟ قلت: بمحذوف، تقديره: هذا بما صبرتم، يعنون: هذا الثواب بسبب صبركم، أو بدل ما احتملتم من مشاق الصبر ومتاعبه هذه الملاذ والنعم. والمعنى: لئن تعبتم في الدنيا لقد استرحتم الساعة، كقوله:
بِمَا قَدْ أرَى فِيهَا أوَانِسَ بُدَّنَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (أو بدل)، ظرف؛ خبر قوله: "هذه الملاذ"، لأنه مبتدأ وصفة، والجملة معطوفة على مثلها، وهي "هذا الثواب بسبب صبركم" والصبر على الأول بمعنى الطاعات، لأن الطاعات عندهم سبب للثواب، وعلى الثاني بمعناه، ولذلك قال: "ما احتملتم من مشاق الصبر ومتاعبه"، وهو موجب للعوض والبدل. وعن بعض العدلية: الثواب: هو الجزاء على أعمال الخير، والعوض: هو البدل عن الفائت، كالسلامة التي هي بدل الألم، والنعم التي هي مقابلة البلايا والمحن والرزايا والفتن، والتفضل: هو إيصال منفعة خالصة إلى الغير من غير استحقاق.
قال القاضي: " (بِمَا صَبَرْتُمْ) متعلق بـ (عَلَيْكُم)، أو بمحذوف، أي: هذا بما صبرتم، ولا يتعلق بـ (سَلَامٌ)، لأن الخبر فاصل، والباء للسببية أو البدلية".
وأجيب: أن التعلق بمعنوي، ولذلك قدر: "ونكرمكم".
قوله: (بما قد أرى فيها أوانس بدنا)، لم يوجد تمامه.


الصفحة التالية
Icon