رسول الله ﷺ (فِي تَقَلُّبِهِمْ) متقلبين في مسايرهم ومتاجرهم وأسباب دنياهم (عَلى تَخَوُّفٍ) متخوفين، وهو أن يهلك قوما قبلهم فيتخوّفوا فيأخذهم بالعذاب وهم متخوفون متوقعون، وهو خلاف قوله (مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) وقيل: هو من قولك: تخوفنه وتخونته، إذا تنقصته: قال زهير:
تَخَوَّفَ الرَّحْلُ مِنْهَا تَامِكاً قَرِداً | كَمَا تَخَوَّفَ عُودَ النّبْعة السَّفَنُ |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمكر: ما مكروا به في دار الندوة، الراغب: المكرُ: صرفُ الغير عما يقصده بحيلة.
قوله: (وهو خلاف قوله: (مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ))، كأنه قيل: أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ومن حيث يشعرونه.
قوله: (من قولك: تخوفته وتخونته)، الراغب: تخوفناهم: تنقصناهم تنقصاً اقتضاه الخوف منه، والتخوف: ظهور الخوف من الإنسان، قال الله عز وجل: (أَوْ يَاخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ).
قوله: (تخوف الرحل منها)، البيت: تامكا: أي: سناما مُشرفاً. الأساس: صوفٌ قردٌ: ملتصق متلبد. الجوهري: سحابٌ قردٌ: يركب بعضه بعضاً، والنبع: شجر يتخذ منه القسي، والسفن، بالتحريك: المبرد، يصف ناقة أثر الرحل في سنامها، وتنقصن كما ينقص المبرد من العود.