وكذب بطن أخيك)، فسقاه فشفاه الله فبرأ، كأنما أنشط من عقال. وعن عبد الله بن مسعود:
العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور، فعليكم بالشفاءين: القرآن والعسل.
ومن بدع تأويلات الرافضة: أن المراد بالنحل علىّ وقومه. وعن بعضهم: أنه قال عند المهدي:
إنما النحل بنو هاشم، يخرج من بطونهم العلم، فقال له رجل: جعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطونهم. فضحك المهدي وحدث به المنصور، فاتخذوه أضحوكة من أضاحيكهم.
[(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)].
(إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ): إلى أخسه وأحقره، وهو خمس وسبعون سنة، عن علىّ رضي الله عنه، وتسعون سنة، عن قتادة؛ لأنه لا عمر أسوأ حالا من عمر الهرم (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وكذب بطن أخيك)، النهاية: الكذب هاهنا مجازٌ، حيث هو ضد الصدق، والكذب يختص بالأقوال، فجعل بطن أخيه حيث لم ينجع فيه العسل كاذباً؛ لأن الله تعالى قال: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) يريد أنه من المقابلة والمشاكلة، فلما قال: صدق الله، حسن أن يقول: كذب بطن أخيك.
قوله: (وعن عبد الله بن مسعود: العسل شفاء)، الحديث، رواه ابن ماجه عن عبد الله مرفوعاً، رزين أيضاً.
قوله: (أنه قال عند المهدي)، هو أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر المنصور، ثالث خلفاء بني العباس، كان أبوه أبو جعفر المنصور خليفة، عمه أبو العباس السفاح خليفة، وأخوه موسى الهادي، وابنه هارون الرشيد وإخوته وأولاده كلهم خلفاء.


الصفحة التالية
Icon