مِرفَقاً قرئ بفتح الميم وكسرها، وهو ما يرتفق به: أي ينتفع. إما أن يقولوا ذلك ثقة بفضل الله وقوّة في رجائهم لتوكلهم عليه ونصوع يقينهم. وإما أن يخبرهم به نبىّ في عصرهم، وإما أن يكون بعضهم نبياً.
[(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً)].
(تَتَزاوَرُ) أي تمايل، أصله: تتزاور، فخفف بإدغام التاء في الزاي أو حذفها. وقد قرئ بهما. وقرئ: تزورّ. وتزوارّ: بوزن تحمرّ وتحمارّ، وكلها من الزور وهو الميل،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاعترض بين الشرط والجزاء جملةٌ منفية مؤكدة لمعنى ما اعترضت فيه، وهو إخلاص العبادة لله تعالى.
قوله: ((مِرفَقاً) قرئ بفتح الميم وكسرها)، نافعٌ وابن عامرٍ: بفتح الميم وكسر الفاء، والباقون: بكسر الميم وفتح الفاء.
قوله: (ونصوع يقينهم)، الجوهري: الناصعُ: الخالص من كل شيء.
قوله: (وقد قرئ بهما، وقرئ: "تزور")، ابن عامرٍ: بإسكان الزاي وتشديد الراء، والكوفيون: بفتح الزاي مخففة، وألفٍ بعدها، والباقون: يشددون الزاي ويثبتون الألف.
قوله: (و"تزوارُّ")، قال ابن جني: قرأها الجحدري، وقلما جاءت "افعالَّ" إلا في الألوان، نحو: اسواد واحمار واصفار، أو العيوب الظاهرة نحو: احولَّ واحوالَّ، واعورَّ واعوارَّ، وقد جاءت افعالَّ وافعَلَّ، وهي مقصورةٌ من افعالَّ، في غير الألوان، قالوا: