وقف كاف وليس بتمام لأن بعض الكلام متعلق ببعض.
قال سعيد بن جبير عن ابن عباس لما رأى عندها يعني فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، قال إن الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدًا فعند ذلك دعا ربه به ﴿إنك سميع الدعاء﴾ قطع كاف، ﴿فنادته الملائكة﴾ ويروى عن علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس وعلي بن الحسن ومحمد وزيد ابنيه وجعفر بن محمد أنهم قرأوا (فناداه الملائكة) وهي قراءة الكوفيين.
وقال السدي: إنما ناداه جبريل ﷺ فقط، قال أبو جعفر: وقد يجوز هذا في العربية كما يقال يركب فلان بغال البريد وإن كان ركب بغلا واحدًا إلا أن مجاهدًا وقتاده وعكرمه قالوا (نادته الملائكة) قال أبو جعفر: وهذا البين ﴿وهو قائم يصلي في المحراب﴾ وقف صالح إن كسرت (إن) على قراءة الكوفيين ﴿مصدقًا بكلمة من الله﴾ ليس بقطع كاف لأن ﴿وسيدا﴾ معطوف على ما قبله.
قال قتاده: وسيدًا في العبادة والعلم والورع، قال أبو جعفر: وهذا قول حسن لأن السيد في اللغة هو الرئيس أي رئيس في هذه الأشياء شريف فيها ﴿وحصورا﴾ عطف أيضًا أي ممتنع من إتيان النساء لشغله بالعباده ومن هذا قيل للممتنع من الأداء في الميسر حصور كما قال:
[١/ ١٣٤]


الصفحة التالية
Icon