التمام أولئك هم الصديقون ويكون الائتناف ﴿والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم﴾ كما قال مسروق هي للشهداء خاصة.
وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه كان يستحب أن يقف ﴿قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا﴾ ثم يبتدئ فيقول ﴿هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون﴾، أراد أن يفرق بين كلام الكفار وجواب الملائكة، وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن قول الله عز وجل ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾، وقد رأينا الكافر يقتل المؤمن، فقال علي رضي الله عنه: اقرأ ما قبلها ﴿فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾ يعني يوم القيامة، قال أبو جعفر: لما اتصل الكلام بما قبله تبين المعنى وعرف المشكل، وقد تأول بعض العلماء حديث جرير: بايعنا رسول الله ﷺ على النصح لكل مسلم أنه ينبغي أن ينصح من علم القرآن فيقف الذي يعلمه على ما يحتاج إليه من القطع وما ينبغي أن يستأنف به.
ويروى عن ميمون بن مهران أنه أنكر الوقف على ﴿إنما نحن مصلحون﴾ ثم يقول: فيبتدئ ﴿ألا إنهم﴾، وكذا عن عمر بن عبد العزيز، فينبغي أن يتجنب القارئ مثل هذا، أنكره ميمون بن مهران ولا يقطع عند قوله عز وجل {وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والذين
[١/ ١٥]