أفتأمرونني أن أعصيه ﴿إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت﴾ عن نافع تم، وخولف في هذا لأن الكلام متصل بعضه ببعض والتمام عند أبي حاتم ﴿أو قوم صالح﴾ والتمام بعده ﴿إن ربي رحيم ودود﴾ والتمام بعده ﴿وما أنت علينا بعزيز﴾ ﴿إن ربي بما تعملون محيط﴾ قطع صالح وليس بتمام لأن ما بعده متصل بما قبله.
قال العباس بن الفضل ﴿سوف تعلمون﴾ كاف وهو رأس الآية، قال أبو جعفر: وليس بكاف وهو رأس آية لأن ﴿من﴾ لا تخلوا من إحدى جهتين: إما أن تكون في موضع رفع بالابتداء وما بعدها خبرها والجملة في موضع نصب متعلقة بتعلمون، وإما أن يكون في موضع نصب بتعلمون مثل ﴿والله يعلم المفسد من المصلح﴾ فمن الجهتين لا يصلح الوقوف على (تعلمون) والتمام ﴿وارتقبوا إني معكم قريب﴾ وكذا ﴿فأصبحوا في ديارهم جاثمين﴾.
قال أبو حاتم: ومن التمام ﴿كأن لم يغنوا فيها﴾ قال غيره
[١/ ٣٢٥]