قال أبو حاتم ﴿إن كنت من الصادقين﴾ انقضى الكلام فقال جل وعز ﴿ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذًا منظرين﴾ قطع تام ﴿إنا نحن نزلنا الذكر﴾ فيه قولان: فأهل التفسير على أن المعنى إنا نحن نزلنا القرآن وإنا للقرآن لراعون حتى لا يزاد التفسير فيه ولا ينقص منه فالوقف على هذا ﴿وإنا له لحافظون﴾ وحكى العباس بن الفضل أن الضمير في (إنا له) يعود على النبي ﷺ فعلى هذا القول يكون الوقف الكافي (إنا نحن نزلنا الذكر) إلا أنه قول شاذ وفيه أيضًا أنه لم يتقدم ذكر النبي ﷺ فيعود عليه الضمير.
﴿ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين﴾ قطع صالح وكذا ﴿إلا كانوا به يستهزءون﴾ والتمام عند نافع ﴿لا يؤمنون به﴾ وكذا قال أحمد بن جعفر ﴿وقد خلت سنة الأولين﴾ قطع كاف ﴿فظلوا فيه يعرجون﴾ ليس بكاف لأنه لم يأت جواب (لو) والتمام ﴿بل نحن قوم مسحورون﴾، ﴿وزيناها للناظرين﴾ ليس بتمام لأن
[١/ ٣٥٤]