غفلة عما أوحي إليك وعلى قول غيره الوقف ﴿فبصرك اليوم حديد﴾.
قال صالح بن كيسان: هذا مخاطبة للكافر، قال قتادة: هذا مخاطبة للبر والفاجر، قال أبو جعفر: وهذا أبين ما قيل فيه لأن قبله ﴿ولقد خلقنا الإنسان﴾ فهو على العموم للبر والفاجر والله جل وعز أعلم، والقطع أيضا على هذا القول ﴿فبصرك اليوم حديد﴾ وكذا ﴿هذا ما لدي عتيد﴾.
فأما ﴿ألقينا في جهنم كل كفار عنيد﴾ ﴿مناع للخير معتد مريب﴾ ففي القطع عليه ثلاثة معان، إن رفعت ﴿الذي﴾ بالابتداء وجعلت ﴿فألقياه﴾ الخبر كان مريب قطعا تاما، وإن جعلته بمعنى هو الذي كان كافيا وإن جعلته بدلا مما قبله فالوقف ﴿في العذاب الشديد﴾ والوقف بعده ﴿ولكن كان في ضلال بعيد﴾ والتمام عند أبي حاتم ﴿وما أنا بظلام للعبيد﴾ وغلط في هذا لأن ﴿يوم نقول﴾ منصوب بظلام أي وما أنا بظلام حين.