يبتديء ﴿الرحمن﴾ وخبر الابتداء ﴿لا يملكون منه خطابا﴾ وإن جعلت الرحمن على إضمار مبتدأ كان وما بينهما كافيا، وقرأ حمزة ﴿رب السموات والأرض﴾ بالخفض وما بينهما الرحمن بالرفع فعلى هذه القراءة التمام ﴿وما بينهما﴾ إن ابتدأت ما بعده وإن قدرته بإضمار مبتدأ كان وما بينهما كافيا.
وقرأ عبد الله بن أبي إسحاق وعاصم ﴿رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن﴾ بالخفض قال أبو حاتم: ومن قرأهما مجرورين فالوقف ﴿لا يملكون منه خطابا﴾ وقال ﴿صوابا﴾ قطع حسن ﴿ذلك اليوم الحق﴾ قطع صالح ثم يبتديء ﴿فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا﴾ أي مرجعا كما قال الشاعر:
وكل ذي غيبة يؤوب... وغائب الموت لا يؤوب
والمعنى اتنخذ بالاستعداد للقيامة إلى ربه نجاء مآبا ثم حذف كما قال الشاعر:
نرتع ما عقلت حتى إذا ذكرت... فإنما هي إقبال وإدبار
أي ذات إقبال وإدبار.
قال أبو حاتم ﴿يوم ينظر المرء ما قدمت يداه﴾ كاف وروى