أكبر من إلههم.. إن إلهنا إله حقيقي، وإله المسلمين صنم... وإنهم يكرهون الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها أمة مسيحية يهودية، وحربنا معهم هي حرب على الشيطان.. وإن دين الإسلام دين شيطاني شرير... ومحمد هو الشيطان نفسه... " (١).
ومثل هذا الكلام يبين لنا مدى غلوهم في الحقد الذي تشربوه في نفوسهم تجاه دين الله ورسوله والمسلمين، وبعد أن ذكرنا الخطاب القرآني لأهل الكتاب المتعلق بالنهي عن الغلو في الدين، ومجاوزة الحد فيه، وتبين لنا أن هذا الغلو هو الذي أوصلهم إلى تحريف كتب ربهم حتى يتوافق مع ما تمليه عليهم أهوائهم في رسلهم وأنبياءهم، فقتلوهم وكفروا بربهم، فكان المخرج من هذا الغلو هو أن يلتزم أهل الكتاب بما جاءهم من الخطاب القرآني الذي يدعوهم إلى أن يكونوا على وسط من أمرهم، وأن يأخذوا أوامر ربهم بجد وقوة، وأن يحذروا من الإفراط والتفريط في دينهم، وهذا الوسط هو الإسلام، دين جميع الأنبياء الذي ارتضاه الله لعباده حتى يعودوا إلى رشدهم، وحتى يرفع الله ما حل بهم من العداوة والبغضاء الواقعة بينهم عبر تاريخهم.
_________
(١) انظر: موسوعة الدفاع عن رسول الله - ﷺ - (١١/ ٣٤٤) مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon