الجوانب التنصير الإذاعي، وهناك من المنصرين من تخصصوا في إعداد البرامج التي تستخدم فيها كل الوسائل لجذب المستمعين ونشر تعاليم الإنجيل، ومن بين هذه الإذاعات (صوت العالم، وصوت الحق) " (١).
وكذلك لا بد من دعوتهم بوسائل الإعلام المسموعة: كالأشرطة المسموعة، وكأفلام الفيديو المرئية، وكذلك عبر الصحف والمجلات والدوريات المرئية المقروءة، وكذلك المراسلات عبر شبكات الإنترنت، وهي من أنفع الوسائل وأسرعها، وعبر الرسائل البريدية، وكذلك عبر مكالمات التلفونات (الجوال)، وكم لهذه الوسائل من أثر على النفوس والقلوب، وكل هذا لإبراء الذمة أمام الله في القيام بواجب التبليغ ولإقامة الحجة عليهم حتى لا يقولوا: ما جاءنا من بشير ولا نذير، وبعض هذه الوسائل قد استعملها الرسول - ﷺ - كالمناظرة، وإرساله الرسل إلى جميع أقطار الأرض.
خلاصة:
أن عاى الداعية في عصرنا الحاضر الذي يتصدى لجدال أهل الكتاب أن يخبرهم أن ما يدعوننا إليه من الحوار ليس على شيءٍ من الهدى والاستقامة، حتى نكون جميعاً قد اجتمعنا على كلمة سواء تجمع بيننا وبينهم، وتحقن دماءنا ودماءهم وهي إفراد الله بالتوحيد، وعلى إقامة ما أنزل علينا جميعاً من ربنا قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (٢).
وحرصاً منه - ﷺ - أن لا يكون في الحوار والمناظرة بيننا وبين أهل الكتاب شيئاً من العبث اشترط عليهم بعض الشروط قبل الحوار، فمن ذلك عندما جاءته عصابة من اليهود قال لهم - ﷺ -: ﴿سلوني عما شئتم؛ ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه إن أنا حدثتكم بشيء تعرفونه صدقاً لتتابعوني على الإسلام.
قالوا: لك ذلك.
قال: فسلوني عما شئتم﴾
(٣).
_________
(١) انظر: ملامح عن النشاط التنصيري في الوطن العربي، (ص: ٣٨)، المؤلف: الدكتور إبراهيم عكاشة علي، الناشر: إدارة الثقافة والنشر بجامعة محمد بن سعود عام ١٤٠٧ هـ ١٩٨٧ م.
(٢) سورة المائدة الآية: (٦٨).
(٣) أخرجه الطيالسي في مسنده عن شهر ابن حوشب (١/ ٢٢١) برقم (٢٧٣١)، المؤلف: سليمان بن داود أبو داود الفارسي البصري الطيالسي، الناشر: دار المعرفة - بيروت، والدر المنثور (١/ ٢٢١).


الصفحة التالية
Icon