نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (١).
وهذه الآية فيها تهديد أكيد ووعيد شديد من الله تعالى لهم على أفعالهم الشنيعة وأقوالهم القبيحة.
خلاصة:
فهذه بعض آيات الخطاب القرآني التي تبين موقف أهل الكتاب من رب العالمين، ومن رسل الله أجمعين، وتبين شبهاتهم التي يقومون بنشرها في مجتمعاتهم ويدرسونها لأجيالهم، ويحاولون إغواء المسلمين بها؛ وذلك لصرفهم عن الدين الحق، وهنا يؤكد أنه يجب على علماء المسلمين أن يبينوا للعالَم زيف دعواهم وضعف حجتهم، وبطلان دينهم، وأن الدين الحق هو الإسلام عملاً بهدي الرسول - ﷺ - ومن بعده، والذي اتضح من خلال المناظرات السابقة، وصدق الله القائل: ﴿فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ (٢).
وفي هذه الآية دعوة إلى الرد على الشبهات التي لا تستند إلى دليل صريح، ولا إلى عقل صحيح، وإنما تستند إلى الأهواء، وقد أمر الله رسوله - ﷺ - أن يخاطب أهل الكتاب بقوله تعالى: ﴿قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (٣).
_________
(١) سورة آل عمران الآية: (١٨١ - ١٨٣).
(٢) سورة يونس الآية: (٣٢).
(٣) سورة القصص الآية: (٤٩ - ٥٠).


الصفحة التالية
Icon