والسمرقندي (١)، والواحدي بقوله: " (بآيات الله) بالقرآن (وأنتم تشهدون) بما يدل على صحته من كتابكم لأن فيه نعت محمد - ﷺ - " (٢).
٢ - قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ﴾ (٣).
قال ابن الجوزي عند تفسير هذه الآية: "فأما آيات الله فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال هي: القرآن، ومحمد - ﷺ - " (٤).
وقال سيد طنطاوي: " قل يا محمد لهؤلاء اليهود الذين كفروا بالحق بعد أن جاءتهم البينات! لِمَ تعاندون الحق وتكفرون بآيات الله السمعية والعقلية الدالة على صدقي فيما أبلغه عن ربى، والحال أن الله مطلع عليكم وعالم علم المعاين المشاهد أعمالكم الظاهرة والخفية، وسيجازيكم عليها بما تستحقونه من عقاب أليم فالآية الكريمة قد تضمنت تأنيبهم على الكفر، وتهديدهم بالعقاب إذا استمروا فى مسالكهم الأثيمة، ولكي يكون التأنيب أوجع، أمر الله تعالى نبيه - ﷺ - أن يناديهم بقوله: (يا أهل الكتاب)؛ لأن علمهم بالكتاب يستلزم منهم الإيمان، والإذعان للحق، ولكنهم اتخذوا علمهم وسيلة للشرور والتضليل فكان مسلكهم هذا دليلاً على فساد فطرتهم، وخبث طويتهم، وسوء طباعهم" (٥).
٣ - قال تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (٦).
_________
(١) انظر: تفسير بحر العلوم للسمرقندي (١/ ٢٧٦)، المؤلف: أبي الليث نصر ابن محمد بن احمد بن إبراهيم السمرقندي، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الأولى عام (١٤١٣ هـ ١٩٩٣ م) تحقيق الشيخ على محمد معوض، والشيخ عادل عبد الموجود، والدكتور زكريا النوتي.
(٢) انظر: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (١/ ٢١٧) مرجع سابق، تفسير الجلالين (١/ ٧٦)، تفسير السمرقندي (١/ ٢٤٧) مرجع سابق.
(٣) سورة آل عمران الآية: (٩٨).
(٤) انظر: زاد المسير (١/ ٤٢٩) مرجع سابق.
(٥) انظر: الوسيط لسيد طنطاوي (١/ ٦٨٣) مرجع سابق.
(٦) سورة البقرة الآية: (٨٥).


الصفحة التالية
Icon