ليس لديها ما هو منظور محسوس يثبت أصولها في القلوب.. أما الإسلام فقد غني عن كل ذلك بالقرآن فهو أعلم مُعلِّم وأهدى مبشر، وهو أصدق شاهداً، وأبلغ حجة، وأدمغ برهاناً.. هو المعجزة الخالدة خلود الواحد الأزلي المنظورة المحسوسة في كل زمان" (١).
خلاصة:
إن هذه الشهادات كلها تؤكد أن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة المحسوسة التي تدل بنفسها على صدق نصوصها، ولا تحتاج إلى شهادة غيرها؛ لأنها معجزة محسوسة تحض الخلق وتدعوهم إلى اعتناقها، فالقرآن الكريم هو معجزة منظورة محسوسة مشاهدة في كل زمان، ولذا فإنه لا يتعارض مع العلم التجريبي، بل يأتي العلم التجريبي دائماً بالتدليل على صدقه، فهو ينسجم مع جميع العلوم تمام الانسجام، مما يدل على أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من مخلوق، بل الذي أنزله هو الخالق سبحانه وتعالى، مما يحتم على أهل الكتاب أن يتركوا العناد والكبر ويدرسوا القرآن بموضوعية وإنصاف كما درسه أكابر علماءهم وأسلموا، وصدق الله القائل: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (٢).
_________
(١) انظر: بينات الرسول - ﷺ - ومعجزاته، (ص: ٢٠١ - ٢٠٢)، المؤلف: الشيخ عبد المجيد الزنداني، الناشر: مركز بحوث جامعة الإيمان اليمن، الطبعة الخامسة عام: (١٤٢٥ هـ ٢٠٠٤ م).
(٢) سورة فصلت الآية: (٥٣).


الصفحة التالية
Icon