بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} (١).
فمن هذا الكذب والافتراء في فرقانهم المزعوم قولهم: (وما بشرنا بني إسرائيل برسول يأتي من بعد كلمتنا، وما عساه أن يقول بعد أن قلنا كلمة الحق وأنزلنا سنة الكمال وبشرنا الناس كافة بدين الحق، ولن يجدوا له نَسْخا ولا تبديلا إلى يوم يُبْعَثون * ولو بشرناهم لما كذّبوا وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه فأَنَّى نبشِّر بني إسرائيل برسول ليس منهم وما لسانه بلسانهم وعندهم موسى والأنبياء والمرسلون وقفَّينا على آثارهم بكلمتنا بالحق المبين * وحذّرْنا عبادنا المؤمنين من رسول أفاك تبيَّنوه من ثمار أفعاله وأقواله وكشفوا إفكه وسحره المبين فهو شيطان رجيم لقوم كافرين " فهذا هو الكلام الذي تفتقت عنه أذهان هؤلاء المجرمين، وزعموا كفراً أنه وحي من لدن رب العالمين (٢).
ولكن هيهات أن يستطيعوا أن يأتوا بآية واحدة مثل آيات القرآن الكريم الذي لم تمله الأسماع طوال الآف السنين، أما هذا الافتراء والكذب فمع أنه مقتبس من بعض آيات القرآن لكننا نمله من أول لحظة نقرؤه ونسمع عنه، والدليل على ذلك أن ما كتبوه ليس له أي أثر، وأصبح مثل الكلام الذي يكتب في الجرائد والصحف، ويرمى به في النفايات؛ وذلك لأن النفوس لا تتعايش معه، وهيهات أن يفقدوا في نفوس المؤمنين الصادقين ذرة واحدة من حب خير البرية - ﷺ -، أو يشككوهم في وعد الله لهم بحفظ كتابه.
الفرع الخامس: أمثلة على محاولتهم التحريف بالحذف:
ومن محاولاتهم الخبيثة لتحريف القرآن الكريم التحريف بالحذف، فقد قاموا بحذف بعض آيات القرآن الكريم كما جاء في الكتاب المكذوب الذي سموه: الفرقان الحق، فمن الأمثلة على ذلك ما يلي:
قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ﴾ (٣) فقاموا بحذف كلمة (في الله) ووضعوا كلمة: (فيه) لتكون عائدة على الفرقان الحق (٤)، وهذا دليل على
_________
(١) سورة البقرة الآية: (٧٩).
(٢) انظر: موسوعة البحوث والمقالات العلمية (ص: ٢).
(٣) سورة الحج الآية: (٣).
(٤) انظر: القرآن الأمريكي أضحوكة القرن الحادي والعشرين (ص: ٢٥). المؤلف: أبي عبد الرحمن محمد السيد عبده عبد الرازق، الترقيم الدولي I. S. رضي الله عن.N القاهرة. mohammedabdelrazik@hotmail.com


الصفحة التالية
Icon