الشغل معهم في الطرقات، كبناء الأبراج بالأسمنت المسلح والخنادق، وقاموا بفتح الطرقات إلى مواقعهم الهامة المؤدية إلى الرملة وباب الوادي والقدس وغيرها (١).
فتبين مما سبق من مطالعة نصوص هذه الاتفاقية في الهدنة الأولى أن اليهود نقضوا كل ما يتعلق بهذه الهدنة في جميع جبهات القتال في فلسطين، وقاموا بدعوة أكثر يهود العالم للقتال معهم، وواصلوا احتلال المدن والقرى، وأدخلوا جميع أنواع الأسلحة خلال فترة الهدنة، مخالفة منهم لقرار مجلس الأمن الدولي بتاريخ (٢٦ مايو ١٩٤٨ م) والذي كان ينص على منع دخول أي عناصر مقاتلة إلى المنطقة، ويمنع استيراد أو تصدير السلاح إلى المنطقة (٢)، ومخالفة لما نصت عليه اتفاقية الهدنة في وقف القتال، فتم نقض هذه الاتفاقيات من قبل اليهود، وساندتهم في ذلك القوى النصرانية، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا.
وتبين أيضاً أن أمريكا وبريطانيا كانوا على اتفاق مع اليهود في نقض العهود المواثيق، وتصريحات ابن جوريون، ومناحيم بيجن السابقة تؤكد ذلك، وكذلك اعتراف الرئيس الأمريكي بهم، وأن القوى النصرانية في بريطانيا قدمت دعمها الكامل لهم، فهي من سلمت فلسطين لليهود تدريجياً مع أنها كانت تحت الانتداب البريطاني، وبرغم أن الدول العربية وعلى رأسها العراق ومصر والسعودية وسوريا ولبنان كانت قد تقدمت إلى السكرتير العام للأمم المتحدة، وطلبت منه أن يدرج البند التالي في جلسة الأمم المتحدة: (إنهاء الانتداب على فلسطين، وإعلان استقلالها) في (٢١٢٢ إبريل عام ١٩٤٧ م) (٣)، وذلك لتكون دولة مستقلة مثل غيرها ولكن دون جدوى، ومع كل ما سبق فلا توجد دولة في الأمم المتحدة صدرت بحقها قرارات إدانة في هذا المجال، ومجال رفضها الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وقراراتها كما صدر بحق دولة إسرائيل، بما في ذلك ما يتصل بانتهاكاتها سيادة دول المنطقة (لبنان السعودية سوريا مصر العراق الأردن) وانتهاكاتها اتفاقيات الهدنة" (٤).
ومع كل ما سبق فلم تعاقبهم الأمم المتحدة على انتهاكاتهم الفاضحة لحقوق الإنسان، ومخالفتهم للعهود والمواثيق الدولية في كل أخلاقهم وتعاملاتهم، مما يدل على أن لهم أتباعاً كثر داخل دول
_________
(١) انظر: كتاب كارثة فلسطين (ص: ٢٢٥ - ٢٣٠) مرجع سابق.
(٢) انظر: كتاب اتفاقية رودس (ص: ١٩) مرجع سابق.
(٣) انظر: كتاب اتفاقية رودس (ص: ٩) مرجع سابق.
(٤) انظر: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (١٩/ ١٧).


الصفحة التالية
Icon