النعم التي لا تحصى، والتي يشترك فيها المؤمنون والكافرون، كل ذلك من مقتضى اسمه تعالى (الرحمن) فربنا جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، رحمن جميع خلقه، في الدنيا والآخرة (١).
تفسير: ﴿الرَّحِيمِ﴾.
تقدم القول بأنه تعالى موصوف بخصوص الرحمة بعض خلقه، وذلك في كل الأحوال، أو في بعض الأحوال، فالخصوص الذي في وصفه تعالى بـ ﴿الرَّحِيمِ﴾ لا يستحيل عن معناه في الدنيا، ويكون ذلك في الدنيا أو في الآخرة، أو فيهما جميعا، فإنه تعالى قد خص عباده المؤمنين في عاجل الدنيا، بما لطف بهم من توفيقه إياهم للطاعة، والإيمان به وبرسله، واتباع أمره واجتناب معاصيه، مما خُذِلَ عنه من أشرك به وكفر، ومن خالف ما أمره به، وركب معاصيه، وقد خص الله تعالى عباده المؤمنين في الآخرة بما أعد لهم في جناته، من النعيم المقيم، والفوز المبين، وخصهم برحمته العامة لهم في يوم الجزاء والحساب (٢)، نسأل الله
_________
(١) انظر توثيق ما تقدم في: (جامع البيان ١/ ١٢٣ ـ ١٢٨ والجامع لأحكام القرآن ١/ ١٠٦) بتصرف.
(٢) انظر: جامع البيان (١/ ١٢٦) بتصرف.