الأعظم لكثرة الداعين به، فليتأمل ذلك في القرآن الكريم، كما في آخر سورة آل عمران، وسورة إبراهيم، وغيرهما لما يشعر به هذا الوصف من الصلة بين الرب والمربوب، مع ما يتضمنه من العطف والرحمة، والافتقار إليه في كل حال (١).
النظرة الثالثة والعشرون
تفسير: ﴿اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.
تقدم بيان هذا في الآية الأولى، لكن من تمام القول في هذا أن الله - عز وجل - أعاد هذين الاسمين العظيمين من أسمائه الحسنى وكلها عظيمة لما يشعر به قوله تعالى: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ من خوف ورهبة منه تعالى، فهو الخالق المالك المربي المتصرف، قرنه بعد ذلك بقوله: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ لما فيهما من الترغيب في رحمته تعالى وعفوه وكرمه، ليجمع - عز وجل - في صفاته بين الرهبة منه تعالى، والرغبة إليه سبحانه، وهذا منهج الثواب والعقاب في التربية، فيكون أكثر عونا على الطاعة، وأشد تأثيرا في المنع من المعصية،
_________
(١) انظر الجامع لأحكام القرآن ١/ ١٣٦، ١٣٧).