وأخرج أبو داود، والدارقطني (١)، من حديث وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - ﷺ -، إذا قرأ ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قال: "آمين" ورفع بها صوته، وأخرجه الترمذي وقال: حديث حسن (٢)، وقال أيضا عقب قول عطاء: وبه يقول غير واحد من أهل العلم، من أصحاب النبي - ﷺ -، ومن بعدهم، يرون أن يرفع الرجل صوته بالتأمين لا يخفيها، وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق (٣)، ولا حجة قائمة لمن قال بالإسرار بآمين، بدعوى أنها دعاء، والله - عز وجل - يقول: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ (٤)؛ لأنه يقال له ثبت ذلك من فعل رسول الله - ﷺ -، والصحابة رضي الله عنهم، ثم إن إخفاء الدعاء إنما يكون أفضل لما يدخله من الرياء، أما ما يتعلق منه بصلاة الجماعة فشهودها، إشهار شعار ظاهر، وإظهار حق يندب العباد إلى إظهاره، وقد ندب الإمام إلى إشهار قراءة الفاتحة المشتملة على الدعاء والتأمين في آخرها،
_________
(١) سنن أبي داوود (١/ ٥٧٤) وانظر سنن الدارقطني (١).
(٢) سنن الترمذي، حديث (٢٤٨).
(٣) انظر: (الجامع لأحكام القرآن ١/ ١٢٩).
(٤) الآية (٥٥) من سورة الأعراف.


الصفحة التالية
Icon