تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ومن صفات الرحمة في قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ والملك في قوله: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ وإخلاص العبادة في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ ما يجعل المسلم مستشعرا عظمة الله - عز وجل -، كأنه يراه، فيكون قلبه ولسانه يثنيان على الله - عز وجل - بجميع المحامد، وتكون الجوارح في سكون وخشوع كامل، إذ أنه من خلال النصف الأول من الفاتحة استشعر عظمة الله - عز وجل -، من خلال ثنائه وحمده... الله تعالى، وذكره بالغيبة بأسمائه وصفاته، فلما... كمل الاستشعار في قلبه وفكره، صارت تلك... الصفات والمعاني في ذهنه في حكم المشاهد على حد قوله - ﷺ -: (كأنك تراه) فالتفت عن الغيبة إلى الخطاب... ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ وبهذا الاستشعار وذلك التصور الذهني، والخشوع والتذلل الظاهر بين الجوارح، وصل قارئ الفاتحة إلى أعلى درجات التقرب والعبودية لله وحده لا شريك له، ولم يبق بعد هذا الوصول إلا الطلب من المعبود سبحانه،


الصفحة التالية
Icon