وأفراداً، يجب عليهم العودة إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله، والعمل بهما نصا وروحا، سالكين المنهج النبوي، والخلافة الراشدة، حذو القذة بالقذة (١)، آخذين بأسباب وحدتهم، وقوتهم وعزتهم كما فعل أسلافهم، من الخلفاء الراشدين، ومن بعدهم من الصالحين، من الملوك والقادة الفاتحين، إنهم إذا فعلوا ذلك يستطيع مبعوث المسلمين إلى غيرهم، أن يقول مثلما قال مبعوث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -، الصحابي الجليل، النعمان بن مقرن، إلى يزدجرد ملك الفرس أيام حرب القادسية، في زمن الخليفة الراشد عمر - رضي الله عنه -: قال: "إن الله رحمنا فأرسل إلينا رسولا، يدلنا على الخير ويأمرنا به ـــ إلى قوله ـــ: وأمرنا أن نبدأ بمن يلينا من الأمم فندعوهم إلى الإنصاف، فنحن ندعوكم إلى ديننا، وهو دين الإسلام، دين حسَّن الحسن، وقبّح القبيح كله، فإن أبيتم فأمر من الشر، هو أهون من آخر شرٌ منه: الجزية، فإن أبيتم فالمناجزة، فإن أجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله، وأقمناكم عليه، وعلى أن تحكموا بأحكامه ونرجع عنكم، وشأنكم وبلادكم.... الخ" (٢)،
ولاستطاع أن يفعل مفاوض المسلمين مثلما فعل ربعي بن عامر - رضي الله عنه - حينما دخل على رستم بثياب صفيقة، وسيف وترس وفرس
_________
(١) ريش السهم واحدتها: قذّة: أي: كما تقدر كل واحدة على قدر صاحبتها وتقطع، يضرب مثلاً للشيئين يستويان، ولا يتفاوتان. (النهاية ٤/ ٢٨).
(٢) البداية والنهاية (٧/ ٥١، ٥٢)..


الصفحة التالية
Icon