بثقل المسؤولية العظمى على الحكام والعلماء، والأعيان والحكماء تجاه دينهم ووحدتهم، وقوتهم وحضارتهم، ويوجب عليهم استغلال الثروات، ومعرفة العلوم والصناعات، ليحفظوا دينهم وحضارتهم، ويقيموا الوزن بالقسطاس المستقيم في شعوبهم، ويكونوا خلفاء الله في الأرض، محققين قول الله - عز وجل -: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ (١)، وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (٢)، وقول رسول الله - ﷺ -: (مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد، بالسهر والحمى) (٣)، بهذا يكونون أولياء الله - عز وجل -، وخلفاؤه في الأرض، كما استخلف الذين من قبلهم، ولمثل هذا فليعمل العاملون.
_________
(١) الآية (١٠٣) من سورة آل عمران.
(٢) الآية (١٠) من سورة الحجرات.
(٣) أخرجه مسلم، حديث (٦٦) من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه -.


الصفحة التالية
Icon