ما ورد فيها من المقاصد والدلالة، وبسطها لعباد الله الصالحين، هذا أولا.
أما الأمر الثاني:
فلأن الله - عز وجل - امتن بالفاتحة على عبده ورسوله نبينا محمد - ﷺ - قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ (١)، فجعلها قسيمة لبقية السور، وكان الأمر كذلك لأنها جمعت أقسام القرآن وحوتها.
الأمر الثالث:
إن معرفة معانيها ودلالاتها من العلم الضروري الذي يجب على كل مسلم أن يلم به كيما تصح صلاته وعقيدته ودعاؤه، وثناؤه على ربه - عز وجل -، واستشفاؤه بهذه السورة العظيمة، المباركة والقرآن كله عظيم مبارك عظيم.
الأمر الرابع:
إنها تدريب عملي على اجتماع المسلمين على الحق، ومن هذا المثال وجب عليهم أن يكونوا موحدين لله - عز وجل - بالعبادة، فالفاتحة تدعوهم إلى رب واحد هو معبودهم لا معبود بحق سواه.
والذي جاء بها هو محمد - ﷺ - فوجب أن يوحدوه في القدوة وفي الاتباع، وأن لا يخالفوا أمره، ولا يتجاوزوا
_________
(١) الآية (٨٧) من سورة الحجر.


الصفحة التالية
Icon