الملك بالبشارة بنوريهما وأنهما أعطيتا لنبينا محمد - ﷺ - دون الأنبياء.
فيحصل الجمع الذي ذكره القرطبي رحمه الله من وجه آخر، وقد سمعت شيخنا أبو بكر جابر (١)، الجزائري عظّم الله أجره يقول: نزلت الفاتحة مرتين: مرة بمكة وآياتها سبع، بسم الله الرحمن الرحيم الآية الاولى.
ونزلت مرة أخرى في المدينة، ليس فيها بسم الله الرحمن الرحيم.
قلت: ما ذكر فضيلته فيه نظر: فلم تنزل السورة مرتين، بل نزلت تلاوة مرة واحدة في مكة، ونزل في المدينة البشارة بالنورين الذين أوتيهما رسول الله - ﷺ - ولم أقف على ما يؤيد قول شيخنا هذا، أثابه الله، وهو في نظري توجيه حسن، وقد يقول قائل: نزلت مرتين والحكمة من ذلك تعظيمها، فأقول تعظيمها في البشارة بها وأنها نور أعطيه رسول الله - ﷺ -، أعظم في بيان فضلها، سيما وتعظيمها ورد في نصوص من السنة كثيرة، والله أعلم.
_________
(١) هذا اسمه مركّب، فلا يقال: أبابكر.