والعياذ بالله. وقد هدى الله المسلمين لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه.
وأنه تعالى وحده المدبر لهذا العالم، علويه وسفليه ظاهره وباطنه، ما علمنا منه وما لم نعلم.
المقصد الثاني:
بيان أن العالم العلوي والسفلي، وما فيهما من مخلوقات، كلها مربوبة لله - عز وجل -، هو ربها ومدبر شؤونها، لا يخرج عن قدرته شيء، ولا يكون إلا ما يريد سبحانه، ومقتضى هذا رحمة عباده في تربيتهم الروحية، كما رباهم بنعمه الظاهرة والباطنة، وفي هذا المقصد الرد على جميع الوثنيين الذين اتخذوا أربابا من دون الله - عز وجل -، تضمن هذا قوله تعالى: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
المقصد الثالث:
بيان أن ورود أسماء الرب جل شأنه (الله ـــــــــ الرب ـــــــــ الرحمن ــــ الرحيم ــــ مالك) تأسيس لتوحيد الأسماء والصفات وأنه على وجه الكمال لله - عز وجل -، وأنه تعالى سمى نفسه بهذه الأسماء وغيرها مما ورد في الكتاب والسنة على وجه الكمال المطلق، وعلى مبدأ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (١)، وفي هذا رد على جميع الفرق الضالة، التي تؤول الأسماء
_________
(١) الآية (١١) من سورة الشورى.