المقصد السادس:
نفي العناد والجحود، وطرد الشك والضلال، بطلب الهداية والتوفيق إلى الحق، فالهداية جزء من لطف الله ورحمته بالعباد، ولأهمية هذا الجانب، أرسى الله - عز وجل - لوازمه أولا، فعرّف بالمعبود: الله جل جلاله، وخصه بالعبادة، وعرّف بالمتبوع: رسول الله - ﷺ -، وخصه بالإتباع، وعرّف بالمنهج: الكتاب والسنة، وأمر بالاستقامة على ذلك، فهذه أركان الهداية الأربعة:
المعبود: هو الله، فالعبد في الفاتحة الفاتحة يكرر الرجاء في خالقه ويديم التوسل والدعاء، أن يهديه الطريق المستقيم في الأمور كلها الحسية والمعنوية، وفي هذا المقصد رد على الذين يتوسلون بالأموات من الأنبياء والصالحين، ويستجيرون بالمخلوق دون الخالق، تضمن هذا قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.
المقصد السابع:
بيان أن النبوة أعظم النعم التي منّ الله بها على العباد، إذ عرّفهم بالمتبوع، ومعرفته هي الركن التاني من أركان الهداية، فبواسطة الرسل عرف العباد ربهم وعبدوه حق عبادته، وعليهم أنزل الله كتبه، فكان