المسؤولية، والصبر عليها، فنتج عن ذلك ما حصل من العاقبة الحسنة، ودوام الذكر الحسن والثناء عليهم إلى يوم الدين.
وهنا نلحظ قاعدتين تربويتين: تضمنتهما سورة الفاتحة؛ وهي أن التربية لا تقوم إلا على أساسين هامين: هما منهجان إسلاميان تربويان يجب اعتمادهما في حياة الفرد والجماعة:
١ ـــــ الرحمة: وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ وقد جعل الله تعالى هذا الجانب من التربية غريزة في الأم، فان الطفل يجد عندها الحنان والرأفة والرحمة في منتهى صورها، ولذلك قال رسول الله - ﷺ -: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها) (١).
٢ ـــــ الثواب والعقاب: وهو أساس هام في التربية، له دور بارز في البناء والإصلاح، ونشوء العدل، والعدل فيه الشدة وإعطاء كل ذي حق حقه، وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ الجزاء والحساب، وقد جعل الله - عز وجل - هذا الجانب غريزة في الأب، فانه أحزم في تربية الابن من الأم وأحكم، وهذا يستدعي التوازن في التربية، فلو جعل الأبوين رحيمين مطلقا لفسدت التربية، ولو جعلهما شديدين لفسدت أيضا.
_________
(١) أخرجه البخاري، حديث (٥٩٩٩).