القبور، ودعاة الأولياء والصالحين، وغيرهم، فلو عرفوا معنى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾... ما وقعوا في بدعة قط.
وكم أخشى على كثيرين من القرّاء، الذين يفرحون بنغماتهم بالقرآن في المآتم، والأعراس، والحفلات العامة والخاصة، وكم من محفل يفتتح بالقرآن وفيه من مخالفة الكتاب والسنة ما الله به عليم، فهل عرف أسرار الفاتحة مثل هؤلاء؟ !.
أما الدابة: فإنه لا يعنيها من ذلك إلا حاجتها، كل تلك الصورة الجمالية وما فيها من أسرار الخلق والتكوين لا تعنيها في شيء، كل ما تعرفه أن هذا يروق لها أكله، تأكل منه ما تشاء، وتطأ ما تشاء، ولا شيء وراء ذلك، فهذا مثل القسم الرابع من أقسام الناس: وهم الذين فارقوا شرع الله، واتبعوا الهوى، فأصبحوا كالأنعام بل هم أضل، وهم اليهود والنصارى ومن سار في ركابهم أوتشبّه بهم، ولم يعر الإسلام أذنا ولا رفع به رأسا.
ومعلوم أن فاتحة الكتاب يقرؤها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وأكثرهم بها جاهلون، لا يعقلون معانيها ولا يعرفون مقاصدها، ولذلك تكالب عليهم الأعداء وهم في غفلةٍ معرضون، والعلم مفتاح التفكّر والتدبّر، إذ أن العلماء هم الذين يعرفون أسرار الأشياء،