فإذا علم ما تقدم بيانه وتدوينه فإن ما تنشرح إليه النفس هو قراءة... ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ وأنها آية من سورة الفاتحة، فيقرأ بها سرا في الصلاة عملا بما ثبت من حديث أنس وغيره، وإلى هذا ذهب جمع من الصحابة والتابعين والأئمة العلماء من بعدهم، منهم عمر، وعلي، وابن مسعود، وعمار، وابن الزبير، رضي الله عنهم، وهو قول الحكم وحماد، وبه قال الإمام أحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وروي عن الأوزاعي، وذكره القرطبي وقال: هذا قول حسن وعليه تتفق الآثار عن أنس ولا تتضاد، ويخرج به من الخلاف في قراءة البسملة (١)، ولم نتعرض لأقوال العلماء في الإبانة عن الاسم، أهو المسمى أو غيره، أو صفة له؟، وما ذهب إليه أهل الحق، أن الاسم هو المسمى (٢).
تفسير لفظ الجلالة:
﴿اللَّهِ﴾ هو الذي يألهه (٣)، كل شيء، أي: ذو الألوهية والعبودية على خلقه
_________
(١) الجامع لأحكام القرآن (١/ ٩٦).
(٢) انظر (الجامع لأحكام القرآن ١/ ١٠١، ١٠٢).
(٣) أي يعبده كل شيء، قال رؤبة في ديوان ١٦٥٠):

لله در الغانيات المده سبحن واسترجعن من تألهي
أي من تعبدي، انظر (جامع البيان ١/ ١٢٣).


الصفحة التالية
Icon