الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ الأَصْلَ فيما نَبَتَ في الأرض الحِلُّ، يُؤْخَذُ من قوله تعالى: ﴿تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ﴾؛ فالأَصْلُ فيما نبت في الأرض أنه حلالٌ حتى يقومَ دليلٌ على التَّحْريمِ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: بيان قُدْرَةِ الله عَزَّ وَجَلَّ بإحياءِ الأرضِ بعد مَوْتِها؛ لقوله تعالى: ﴿فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ﴾.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: الإشارَةُ إلى أعلى درجاتِ اليَقينِ، وهي (حَقُّ اليقينِ) تُؤخَذُ من قوله تعالى: ﴿تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ﴾ فهم لا ينظرون إليه فقط، ولكنَّهم يأكلون منه، وهذا هو حقُّ اليَقينِ.
الْفَائِدَةُ السَّابعَةُ: إثباتُ المِلْك بالأَنْعامِ؛ لقوله تعالى: ﴿أَنْعَامُهُمْ﴾ فالإضافَةُ هنا إضافَةُ مِلْكٍ، ولكنَّه سبق لنا أنَّ كُلَّ مِلْكٍ يَثْبُتُ للإنسان فهو مِلْكٌ لله، لكنَّه مِلْك مقيَّدٌ، فالإنسانُ لا يملك الشَّيْء مِلْكًا مُطْلَقًا يتصرف فيه كما شاء، وإنما يَمْلِكُ مِلْكًا مُقَيَّدًا في تَحْصِيله وتَمْويلِهِ وتَصْريفِهِ.
فهو مقيَّدٌ بالتَّحْصيل؛ فلا تُحَصِّلْه إلا على الوَجْهِ المَشْروعِ، وفي تمويله يعني الإتِّجار به، وفي تَصْريفِهِ؛ أي: لا تُصَرِّفه إلا مُقَيَّدًا، فهل بعد هذا يكون المِلْكُ حقيقيًّا؟
الجوابُ: لا، إِذَنْ مِلْكُكَ للأشياءِ - حتى مِلْكُكَ الخاصُّ كالبيت والسيارة والثَّوْب - ليس مِلْكًا مُطْلقًا، بل هو مِلْكٌ مُقَيَّد.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: الحَثُّ على النَّظَر والتَّبَصُّر، يُؤْخَذ من قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿أَفَلَا يُبْصِرُونَ﴾.
* * *