وليس لله تَعَلُّقٌ بفعله، هؤلاء هم القَدَرِيَّة، فَقَوْلُ الله: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا﴾ يَرُدُّ عليه.
ولكن هل في الآيَةِ دليلٌ لمَذْهَبِ الجَبْرِيَّة؟
الجوابُ: ظاهِرُها؛ إلَّا أنَّ الآياتِ الأخرى تدلُّ على أنه لا حُجَّة فيها لهم؛ لأنَّ الله تعالى أعطى الإنسانَ قُدْرَةً واختيارًا، ونحن - مَعْشَرَ أَهْلِ السُّنَّة - لا نَأْخُذُ ببعض الكتاب ونَدَعُ بعضًا، بل نأخُذُ بالكتابِ كلِّه، فنؤمِنُ بأنَّ مَشِيئَةَ الله فَوْقَ كُلِّ شيء ونؤمِنُ بأنَّ للإنسانِ مَشيئةً وإرادَةً وقُدْرَةً على العمل، وأنَّ الإنسانَ هو الفاعل وليس الله تعالى هو الفاعِلَ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إثباتُ كلامِ الله؛ أنَّ الله يتكلَّم؛ لقوله تعالى: ﴿حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ﴾.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أن كلامه تعالى بِحَرْفٍ؛ لأن قوله تعالى: ﴿لَأَمْلَأَنَّ﴾ حروفٌ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: الرَّدُّ على من زعم أن كلامَ الله هو المعنى القائِمُ بالنَّفْس؛ إذ لو كان كذلك لقال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ولكن أَرَدْتُ أن أَمْلَأَ؛ ولم يَقُلْ: ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: إثبات النَّار؛ لقوله تعالى: ﴿جَهَنَّمَ﴾.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أنَّ الله جَلَّ وَعَلَا أوفَى المعاهِدِينَ؛ أنه وعَد أنَّ النَّار يَمْلَؤُها وفاءً لها بما وعدها؛ ولهذا قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾، وقال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾.
الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: أنَّ الجِنَّ يدخلون النَّارَ، تُؤخَذُ من قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ وهل يدخلون الجَنَّة؟