(٤٧) - قوله تعالى: ﴿واتقوا يومًا لا تجزي نفس عن نفس شيئًا﴾ [البقرة: ٤٧].
سبب هذه الآية أن بني إسرائيل قالوا: نحن أبناء الله وأبناء أنبيائه وسيشفع لنا آباؤنا، فأعلمهم الله تعالى عن يوم القيامة أنه لا يقبل فيه الشفاعات ﴿لا تجزي نفس عن نفس شيئًا﴾ وهذه الآية مما يحتج به المعتزلة في إبطال الشفاعة وبقوله تعالى بعدها: ﴿ولا تنفعها شفاعة﴾ وبقوله تعالى: ﴿فما لهم من شافعين﴾ ونحو ذلك، ولا حجة في الآية لأنها محتملة أن تكون في الكافرين خاصة، وحقق هذا الاحتمال وصححه حتى لا يجوز غيره متواتر الأحاديث في مسلم والبخاري وغيرهما بالشفاعة في المؤمنين.
(٥٩) - وقوله تعالى: ﴿فبدل الذين ظلموا قولًا غير الذي قيل لهم﴾ [البقرة: ٥٩].
يدل على أنه لا يجوز تغيير الأقوال المنصوص عليها. ويؤخذ من هذا أنه لا تجوز قراءة القرآن بالفارسية وغيرها من الألسن خلافًا لأبي حنيفة، وكذلك نقل حديث الرسول -عليه السلام- بالمعنى يمكن أن يتعلق في المنع منه بهذه الآية. وقد روي أن النبي ﷺ قال: ((رحم الله امرءًا سمع مقالتي هذه فأداها كما سمعها)).
(٦٢) - قوله تعالى: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى﴾ الآية [البقرة: ٦٢].
اختلف في هذه الآية هل هي منسوخة أم لا؟ فذهب بعضهم إلى أنها منسوخة. وروي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أنها نزلت في أول الإسلام وقرر الله بها أن من آمن بمحمد ﷺ ومن بقي على