هذا القول من نبي صحت معجزته، ولا يصدر من مؤمن به، ولو قال ذلك اليوم أحد عن بعض أقوال النبي ﷺ لوجب تكفيره. وذهب قوم إلى أن ذلك منهم على جهة غلط الطبع والجفاء والمعصية على نحو ما قال القائل للنبي -عليه السلام- في قسمة غنائم حنين: إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله تعالى، وكما قال الآخر: اعدل يا محمد. وفي قولهم: ﴿إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون﴾ [البقرة: ٧٠] إنابة وانقياد ودليل ندم، وحرص على موافقة الأمر، وقد روي عم النبي ﷺ أنه قال: ((لولا ما استثنوا ما اهتدوا إليها أبدًا)) وقوله: ﴿الآن جئت بالحق﴾ [البقرة: ٧١] معناه عند جعلهم عصاة بينت لنا غاية البيان، وجئت بالحق الذي طلبناه لأنه كان قبل ذلك يجيء بغير حق، ومعنها عند ابن زيد الذي حمل محاورتهم على الكفر: الآن صدقت واذعنوا في هذه الحال حين بين لهم أنها سائمة.
(٧٢) - وقوله تعالى: ﴿وإذ قتلتم نفسًا فادارأتم فيها﴾ [البقرة: ٧٢].
سبب هذا القتل على ما روي أن رجلًا من بني إسرائيل عمر، كان له مالٌ، فاستبطأ ابن أخيه موته -وقيل: أخوه، وقيل: عمه، وقيل: ورثته غير معينين- فقتله ليرثه وألقاه في سبط آخر غير سبطه ليأخذ ديته ويلطخهم بدمه. وقيل: كانت بنو إسرائيل في قريتين متجاورتين فألقاه إلى باب إحدى


الصفحة التالية
Icon