بها الخارجة عن طاعة الله، وقيل: بجهالة لا يعلم كنه العقوبة. واختلف في معنى قوله: ﴿من قريب﴾، فقال ابن عباس والسدي: معنى ذلك قلب المرض والموت. وقال أبو مجلز ومحمد بن قيس والضحاك وعكرمة وابن يزيد وغيرهم: معنى ذلك قبل معاينة الملائكة وأن يغلب المرء على نفسه. وروي أن الله تعالى لما خلق آدم عليه السلام فرآه إبليس أجوف ثم جرى له ما جرى ولعن وأنظر، وقال: ((وعزتك لبرحت من قلبه ما دام فيه الروح))، فقال: ((وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما دام فيه الروح)). وقال إبراهيم النخعي: كان يقال التوبة مبسوطة لأحدكم ما لم يأخذ بكظمه، وروي أن النبي ﷺ قال: ((إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ويغلب على عقله))، وقيل: قوله تعالى: ﴿من قريب﴾ معناه: من قريب إلى وقت الذنب.
(١٨) - قوله تعالى: ﴿حتى إذا حضر أحدكم الموت﴾ الآية:
هذا كما كان فرعون حين صار في غمر الماء والغرق فلم ينفعه ما أطهر من الإيمان. واختلف الناس في هذه الآية التي ذكرنا هل هي منسوخة أم محكمة؟ فذهب بعضهم إلى أنها منسوخة بقوله تعالى: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ [النساء: ٤٨]، قالوا: فحرم الله


الصفحة التالية
Icon