وقال ابن عباس أيضًا والحسن بن أبي الحسن: نزلت في اليهود والنصارى شهدوا مبعث النبي ﷺ وآمنوا به، وقال بعضهم: نزلت في طعمة بن أبيرق.
وفي هذه الآية دليل على قبول توبة المرتد، خلافًا لمن لم يقبلها.
وقد تقدم الكلام على هذه المسألة عند قوله: ﴿ومن يرتد منكم عن دينه﴾ [البقرة: ٢١٧].
(٩٠) - قوله تعالى: ﴿إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرًا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون﴾:
اختلف المفسرون في الكفر المزداد ما هو؟ فقال الحسن وغيره: الآية في اليهود، كفروا بعيسى عليه السلام بعد الإيمان بموسى عليه السلام، ثم ازدادوا كفرًا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وفي هذا القول ضعف؛ لأن الكافرين بعيسى بعد الإيمان بموسى ليسوا الكافرين بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقال أبو العالية: الآية نزلت في اليهود كفروا بسيدنا محمد ﷺ بعد إيمانهم بصفاته وإقرارهم أنها في التوراة، ثم ازدادوا كفرًا بالذنوب التي أصابوها في خلاف النبي ﷺ بالكفر والافتراء والسعي على الإسلام وغير ذلك. ويدخل في الآية على هذا القول المرتدون اللاحقون بقريش وغيرهم. وقال مجاهد: ازدادوا كفرًا أي ثبتوا على كفرهم حتى بلغوا الموت به، فهذا قول عام، ثم أخبر تعالى عن توبة


الصفحة التالية
Icon