هذه الآية على الأقوال كلها عن استحلال هذه الشهور بالقتال فيها والتغيير لحالها. وأما الهدي فهو ما أهدي إلى البيت من النعم، وقصدت به القربة؛ فأمر الله تعالى أن لا يستحل ولا يغار عليه. وقيل: الهدي ما يتقرب به من الأنعام ومن سائر المتمولات، على هذا اختلف فيمن نذر هديًا، فقال مالك: لا يكون إلا من النعم. وقال الشافعي: يكون من كل ما يتمول، وهو قوله القديم. والصحيح ما ذهب إليه مالك؛ لأن عرف الشرع خصص الهدي بالنعم، فقال تعالى: ﴿هديًا بالغ الكعبة﴾ [المائدة: ٩٥]، وقال: ﴿فما استيسر من الهدي﴾ [البقرة: ١٩٦]، فوجب حمل النذر على عرف الشرع، وإن كان من حيث اللغة لا يمتنع أن يقع على سائر المتمولات اسم الهدي. وقد قال عليه الصلاة والسلام في ساعات الجمعة: ((كالمهدي بدنة)) إلى أن قال: ((كالمهدي بيضة))، فسمى البيضة هديًا.
وقد قالت العلماء: إذا قال الرجل لو في هديًا أن عليه أن


الصفحة التالية
Icon