مما أمسكن عليكم}، فامر بأكل ما أمسكن علينا ثم عطف على الأكل قوله: ﴿واذكروا اسم الله عليه﴾، والهاء في ((عليه)) ضمير الأكل لأنه أقرب مذكور، فإن قيل: الهاء من ((عليه)) عائدة على الإرسال، قيل: لو كان شرطها لذكرها قبله ولم يذكرها بعده، ولما قال: ﴿فكلوا مما أمسكن عليكم﴾، وقال بعدما تقدم الأكل: ﴿واذكروا اسم الله عليه﴾، لم يخل أن يريد بالتسمية التسمية على الإمساك الذي حصل قد حصل، فكأنه قال: إذا أمسك علينا فحينئذ نسمي، أو يريد بالتسمية التسمية على الأكل، فبطل أن تراد التسمية بعد الإمساك علينا من غير أكل، لأنه ليس بقول لأحد، لأن الناس على قولين: إما أن تكون التسمية قبل الإرسال أو قبل الإمساك أو يكون المراد بها عند الأكل، وإنما أراد تعالى نسخ أمر الجاهلية التي كانت تذكر اسم طواغيتها على صيدها وذبائحها. ولفظ التسمية: باسم الله، والله أكبر.
واختلف هل يذكر معها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فكرهه مالك ومن تابعه، وأجازه آخرون. والحجة لمالك قوله تعالى: ﴿واذكروا اسم الله عليه﴾ فخص.
(٥) - قوله تعالى: ﴿اليوم أحل لكم الطيبات﴾ الآية:
قوله: ﴿اليوم﴾ إشارة إلى الزمن، والطيبات قد تقدم الكلام عليها.


الصفحة التالية
Icon