نورث ما تركناه صدقة)) والقول بأن الأنبياء لا يورثون هو الصحيح ويؤيده ذكر العاقر في الآية.
(١٧) - قوله تعالى -يعني مريم-: ﴿فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويًا﴾:
في هذه الآية الوحي إلى النساء. وقد اختلف هل يجوز أن تكون المرأة نبية أن لا؟ بعد اتفاقهم على أن لا تكون رسولًا. واحتج من أجاز ذلك بهذه الآية ورأى أن مريم كانت نبية، ورد الآخرون هذا القول وقالوا لم تكن مريم نبية وإنما كلمها مثال بشر ورؤيتها للملك كام رؤي جبريل في صفة دحي وفي سؤاله عن الإيمان والإسلام.
(٤٧) - قوله تعالى - حكاية عن قول إبراهيم عليه السلام لأبيه الكافر-: ﴿قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيًا﴾:
اختلف في معنى تسليمه عليه. فقال قوم تحية مفارق، وأجازوا تحية الكافر وأن يبدأ بها.
وقال الجمهور: السلام في الآية بمعنى المسالمة لا بمعنى التحية ولم يروا ابتداء الكافر بالسلام، وهذا القول أصح ويؤيده قوله عليه الصلاة والسلام في أهل الكتاب: ((لا تبدأوهم بالسلام واضطروهم إلى ضيق الطرق)).


الصفحة التالية
Icon