(٣٠) - قوله تعالى: ﴿وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم﴾:
وقد مر الكلام عليه فيما تقدم.
وقوله تعالى: ﴿فاجتنبوا الرجس من الأوثان﴾ اختلف فيمن هذه. فقيل هي لبيان الجنس، فيكون على هذا القول رجس الأوثان فقط هو المنهي عنه في هذه الآية وتبقى سائر الأرجاس منهسًا عنها في غير هذا الموضع. وقيل هي لابتداء الغاية أنه تعالى قد نهاهم عن جميع الرجس ثم بين لهم مبدأه الذي منه يلحقهم إذ عبادة الأوثان جامعة لكل رجس وفساد. ويظهر أن الإشارة إلى ما كانوا يذبحونه لأوثانهم.
قوله تعالى: ﴿واجتنبوا قول الزور﴾ الزور لفظ عام في كل باطن من كذب وكفر وغيرهما. وروي عن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ قال: ((عدلت شهادة الزور بالشرك)) ثم تلا هذه الآية وهذا يرد على طائفة من أهل الظاهر يقال لهم الخطابية يجيزون شهادة الزور.
(٣٢) - (٣٤) - قوله تعالى: ﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله... ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿فإلهكم إله واحد﴾:
الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء أشعر الله به تعالى وأعلم. وقد اختلف ما المراد بها في الآية. فقيل الهدي والأنعام المشعرة. ومعنى تعظيمها التسمين والاهتبال بها والمغالاة في ثمنها، وإليه ذهب ابن عباس وغيره وقد أنكر القاضي أبو إسحاق هذا القول وإنما هي جميع الشعائر. قال: ومما يبين ذلك قوله تعالى: ﴿والبدن جعلناها لكم من شعائر الله﴾ [الحج: ٣٦] فأخبر الله تعالى أن البدن من الشعائر. ومن قال بالقول الأول يريد أن يجعل البدن جميع الشعائر، قال ومما يبين ذلك قوله تعالى: ﴿لكم فيها منافع إلى أجل مسمى﴾ وذلك يقتضي أن يكون أجلًا مؤقتًا كالوقوف بعرفة والمبيت بالمزدلفة ورمي الجمار. وقيل الشعائر مواضع الحج ومعالمه