إلى المدينة. وقال أبو بكر الصديق: لما سمعتها علمت أنه سيكون قتال. واختلف في الآية هل هي ناسخة لقوله تعالى: ﴿وذروا الذين يلحدون في أسمائه﴾ [الأعراف: ١٨٠] أم لا؟ قال ابن يزد هي ناسخة لها. وأنكر ذلك غيره. وقال إنها تهديد ووعيد بمنزلة قوله عز وجل: ﴿ذرهم يأكلوا ويتمتعوا﴾ [الحجر: ٣] وقوله: ﴿ثم ذرهم في خوضهم يلعبون﴾ [الأنعام: ٩١] وليس فيه نسخ، وهذا قول حسن.
(٤٦) - قوله تعالى: ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها﴾:
استدل جماعة من العلماء بهذه الآية على أن العقل في القلب وردوا بذلك قول من زعم أنه في الدماغ، وهو قول مالك وليس في الآية حجة واضحة لأنه لا ينكر أن يكون العقل لا يدرك شيئًا إلا بسلامة القلب. فمن شروط إدراكه صحته. فعلى ذلك يكون إضافة العقل إليه مع أن هذه المسألة مما يصعب الاحتجاج على تصحيحها بالسمع لأنها معقولة.
(٥٢) - قوله تعالى: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي... ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته﴾:
استدل بعض الناس بقوله تعالى: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي﴾ على أن كل نبي رسول وكل رسول نبي لأنه تعالى أطلق الرسالة عليهم جميعًا. فقال: ﴿وما أرسلنا﴾ والذي عليه الجمهور أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول ورأوا أن الرسالة فيهما تختلف وأنها جاءت في الآية مبهمة. ورسالة الرسول الوحي ورسالة النبي إيقاع الشيء في نفسه دون وحي. وقوله تعالى: ﴿إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾ اختلف في