إلى الأرض قال: ((يا رب اجعل لي قرآنا)). قال الشعر. ومنها أنه روي عن عبد الله بن عمر أنه قال: من قال ثلاثة أبيات من الشعر من تلقاء نفسه لم يدخل الفردوس. ومنها أن ابن مسعود قال: الشعر من أمر الشيطان. ومنها أنهم قالوا أن الحسن كان لا ينشد شعرًا. قال الطبري: وهذه أخبار واهية لا يجوز الاحتجاج بها والصحيح في ذلك ما قد عارضها من الأخبار وذكر عن عمر وعلي وجلة الصحابة أنهم ينشدون الأشعار. وقال أهل التأويل يتبعهم غواة الناس ومردة الشياطين ويروون شعرهم لأن الغاوي لا يتبع إلا غاويًا مثله.
(٢٢٥)، (٢٢٦) - وقوله: ﴿ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون﴾:
أي يمدحون ويذمون بما ليس في الممدوح والمذموم فهم كالهائم على وجهه والهائم المخالف للقصد. عن أبي عبيدة: وأنهم يقولون ما لا يفعلون أي يكذبون. والمراد بقوله تعالى: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾: ابن رواحة وحسان وكعب بن مالك، هكذا روي عن ابن عباس.
﴿وذكروا الله كثيرًا﴾ قال ابن عباس في خلال كلامهم. وقال ابن زيد في شعرهم. وقيل لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله. ﴿وانتصروا من بعد ما ظلموا﴾ يعني ردوا على الكفار الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم. قال الطبري: ولا خلاف أن حكم الاستثناء مخالف للمستثنى منه فوضح أن المذموم من الشعراء غير الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ممدوحون غير مذمومين.