لك الأولى وليست لك الأخرى)). وجمع أهل القول الأول بين الأحاديث، وقد تقدمت هذه المسألة قبل هذا.
(٥٣) - قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي... ﴾ إلى قوله: ﴿إن تبدو شيئًا﴾:
هذه الآية تضمنت من أولها إلى قوله: ﴿وإذا سألتموهن متاعًا﴾ الأدب في أمر الطعام والجلوس. وتضمنت في قوله تعالى: ﴿وإذا سألتموهن﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله﴾ الحجابة. قال بعضهم وهذه الآية ناسخة لما كانوا عليه من رؤية النساء والجلوس معهن. وتضمنت في قوله: ﴿وما كان لكم﴾ إلى آخرها حكم أزواج النبي ﷺ بعده. فأما آية الأدب في الطعام فاختلف في سببها. فجمهور المفسرين على أن سببها أن رسول الله ﷺ لما تزوج زينب بنت جحش أولم عليها فلما طعموا قعد نفر في ناحية من البيت فثقل على رسول الله ﷺ مكانهم، فخرج ليخرجوا، ومر على حجر نسائه ثم عاد فوجدهم في مكانهم وزينب في البيت معهم، فلما دخل وراءهم انصرف، فخرجوا عند ذلك. قال أنس فأعلم أو فأعلمته فخرج فلما وصل الحجرة أرخى الستر بينه وبينه ودخل. ونزلت الآية في سبب ذلك. وفال قتادة وغيره فيما ذكر بعض المفسرين أن هذا السبب جرى في بيت أم سلمة. والأول أشهر: وقال ابن عباس نزلت في ناس من المؤمنين كانوا يتحيلون طعام النبي ﷺ فيدخلون عليه قبل الطعام إلى أن يدرك ثم يأكلون ولا يخرجون. قال إسماعيل بن أبي حكيم هذا أدب أدَّب الله تعالى به الثقلاء. وقال ابن أبي عائشة:


الصفحة التالية
Icon