وأن داود ظن أنه آتاه الله من الملك فلذلك استغفر وغفر له.
(١٨) - قوله تعالى: ﴿يسبحن بالعشي والإشراق﴾:
تأول ابن عباس قوله تعالى: ﴿والإشراق﴾ على صلاة الضحى. وروي عنه أنه قال لم يزل في نفسي من صلاة الضحى شيء حتى قرأت: ﴿إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق﴾. وعلى صلاة الضحى أيضًا تقول ابن عباس قول الله تعالى: ﴿في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال﴾ [النور: ٣٦]. وذكر المحققون الذين يرون تبرئة الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم من الكبائر أن داود عليه السلام كان قد قدم على خطبة امرأة قد خطبها غيره ويقال هو أوريا فمال قوم المرأة إلى داود، ولم يكن داود بذلك عالمًا ولكن قد كان يمكنه أن يعرف ذلك. وقد كان لداود عليه السلام عدد من النساء، وذلك الخاطب قبله لا امرأة له. فنبه الله تعالى داود على ما فعل بما ذكر من تسور الملكين وتعريضهما له بأمر النكاح لفهم قدر ما فعل، فيعدل عن ذلك ويستغفر ربه من هذه الصغيرة. ففي هذا دليل على جواز الصغائر على الأنبياء، وفيه تلطف في رد الإنسان عن مكروه صنعه وأن لا يؤخذ بعنف ما أمكن. وفيه جواز المعاريض من القول. وقد استدل بعضهم على جواز قضاء القاضي في المسجد خلافًا لم كرهه. ويؤيد دليل الآية فعل النبي ﷺ والخلفاء في القضاء فيه.


الصفحة التالية
Icon